باتت مشاهد طيور النورس، وهي تصيح بصرخات عالية وتهاجم هنا وهناك على مر السنين، جزءًا لا يتجزأ من الحياة اليومية للعديد من الدنماركيين. وفي هذا الجانب، تُبنى المشاريع التطويرية السكنية بشكل لم يسبق له مثيل، خاصة حول مناطق الموانئ القديمة المتواجدة في المدن حيث تجد جاراً مزعجاً يتنقل معك. فمشاهدة المحيط والبحر لن تكون بالمجان، بل ستدفع ثمنها وذلك لأن المناطق القريبة من البحر عبارة عن الموطن المعتاد لطيور النورس.
- يعتقدُ الدنماركيون أنَّ طيور النورس تشكل مصدر إزعاج
- مراقبة طيور النورس
- التخلص من أعشاش طيور النورس
- أنواع طيور النورس في الدنمارك
- مراقبة نورس الرنجة
- طعام طيور النورس
- موطن طيور النورس
خمسة أسئلة سريعة عن طائر النورس
تبدأ طيور النورس في بناء أعشاشها في شهري فبراير (شباط) ومارس (آذار)، وعادة ما تكون جاهزة للتكاثر خلال شهر إبريل (نيسان).
تعود طيور النورس إلى أعشاشها السابقة. ففي شهري يونيو (حزيران) ويوليو (تموز)، تكبر طيور النورس الصغيرة بالقدر الذي يمكنها من مغادرة أعشاشها. غالباً لا يكون نمو ريش الطائر مكتملاً في هذا الوقت.
يسمح في موسم الصيد بالتعامل مع طيور نورس الرنجة، أما أنواع النورس الأخرى فتكون محمية. لذلك لا يسمح بالتخلص من بيض طيور النورس إلا إذا لديك تصريح خاص بفعل ذلك.
يُسمح لك في فصل الربيع بالتخلص من الأعشاش القديمة أو الأعشاش قيد البناء دون تصريح خاص.
تبني طيور النورس أعشاشها في الأماكن التي تشعر بها بالأمان، حيث تختار الأماكن القريبة من مصادر الطعام. عادة ما تكون هذه الأماكن على سطوح المنازل أو عند مهبط الطائرات أو شرفات المنازل.
طيور النورس تشكل مصدر إزعاج للدنماركيين
تشكل طيور النورس مصدر إزعاج لسكان المناطق العمرانية من نواحي عديدة. فهي تنادي على بعضها البعض وتصدر الكثير من الأصوات المزعجة خاصة بالفترة من أواخر الربيع إلى أواخر الصيف، حيث يحدث ذلك عندما يكون لديها نوارس صغيرة في أعشاشها. فهي تهاجم أي شي يشكل تهديداً لها ولأعشاشها وبيضها وصغارها، فتكون عدوانية بشكل واضح في تلك الفترة.
إنَّ صرخات طيور النورس وهجماتها ليست مصدر الإزعاج الوحيد الذي تسببه لك إذا كان لديك طيور نورس بالقرب من منزلك. ففضلاتها التي تحتوي على مادة قابلة للتآكل والصدأ قد تسبب أضراراً على المدى البعيد لكل من السيارات والأبنية والسطوح والنوافذ إذا تنظف جيداً.
هنا في الدنمارك غالباً ينتقل النورس ونورس الرنجة ليعيشا في المدن. ومن بين هذين النوعين، يتسبب نورس الرنجة حدوث معظم المشاكل ويشكل مصدر إزعاج كبير للدنماركيين، لأنَّ صوته مرتفع جداً ويمكن أن يتصرف بعدوانية.
طائر النورس الشائع يتصف غالباً بالهدوء ولا يشكل مصدر إزعاج لمن حوله.
مراقبة طيور النورس ومكافحتها
إذا كانت طيور النورس تسبب لك إزعاجاً، فإليك الكثير من الإجراءات والتدابير التي يمكنك اتخاذها للسيطرة عليها. يمكنك وضع الأسلاك أو مسامير أو شبكات الصيد على سطح المنزل ويمكنك بناء عتبات أو حواف لمنع طيور النورس من بناء أعشاشها. ولكن رغم ذلك، فإنِّ طريقة استخدام الأسلاك والمسامير والشبكات لها عيوبها، لأنَّ المشكلة حينها ستتحول لمبنى آخر قريب منك. كما أن طيور النورس ستتغلب على إجراءات الحماية والوقاية في بعض الحالات.
يمكن الحد من أعداد طيور النورس من خلال التخلص من أعشاشها التي بنتها في الفترة بينيناير ومارس.
فخلال هذه الفترة تبني طيور النورس أعشاشها ولكن لا تكون قد وضعت بيضها بعد أو لا يوجد لديها صغار، لذا يمكنك التخلص من هذه الأعشاش في تلك الفترة دون أن يكون لديك تصريح خاص بفعل ذلك.
إذا تريد التخلص من طيور النورس عن طريق التخلص من أعشاشها مع البيض وصغارها، فأنت بحاجة إلى تصريح خاص من الوكالة الوطنية للغابات والطبيعة، ذلك لأنَّ طيور النورس تكون محمية خلال موسم تكاثرها في الدنمارك. مما يعني أنه خلال فترات معينة، لا يمكن مكافحة طيور النورس.
أحد الطرق المستخدمة في بعض الأماكن هو اطلاق النار على طيور النورس، وذلك عن طريق صيادين محترفين يطلقون النار على طيور النورس الموجودة حول المجمعات السكنية دائمًا. ومع ذلك، فإنَّ كثيرًا من المقيمين في تلك المجمعات السكنية يعارضون إطلاق النار بالقرب من منازلهم لأسباب تتعلق بالسلامة. لذا يعد استخدام الطائرات المسيرة لحل المشكلة بديلاً أفضل وأكثر أماناً.
استخدام الطائرات مسيرةالمسيرة للتخلص من أعشاش طيور النورس
قد يكون من الصعب علينا أن نزحف على السطوح بحثاً عن أعشاش طيور النورس. لكن، التكنولوجيا في صالحنا، ولدينا الآن أداة جديدة في مكافحة طيور النورس وهي طائرات من دون طيار أو مسيرة.
لقد أجريت تجارب على طائرات مسيرة لاستخدامها كوسيلة للتخلص من أعشاش طيور النورس في أماكن مختلفة. حيث أنها تستخدم في تحديد مواقع الأعشاش على السطوح ومراقبة نشاط الطيور في تلك الأعشاش. ترسل طائرات مسيرة لرش بيض طيور النورس بزيت البرافين بمجرد أن تضع هذه الطيور بيضها. يشكل زيت البرافين غشاءً حول بيض الطيور حائلاً دون تكون جنينها. إذا تخلصت من البيض فقط، فأنت تخاطر وتعطي المجال لطيور النورس بوضع بيض جديد، لذلك من المهم كخطوة أولى استخدام زيت البرافين لمنع البيض أن يفقس.
تحتاج للحصول على تصريح خاص يسمح لك بالتخلص من أعشاش طيور النورس أو رشها بزيت البرافين. فعندما تقرر استخدام طائرات مسيرة للتعامل مع بيض طيور النورس، فستحتاج أيضاً إلى الحصول على تصريح خاص من الوكالة الوطنية للغابات والطبيعة، إضافة إلى الحصول على رخصة طيار مسيرة مؤهل وتسجيل جميع رحلاتك بطريقة صحيحة. فلا يسمح لك أن تحلق بطائرة مسيرة في كل مكان، فهناك العديد من التعليمات التي يجب عليك اتباعها عند استخدامها. إذن لا يمكنك استخدام طائرة مسيرة في كل مكان داخل بلدك.
أكثر أنواع طيور النورس انتشاراً في الدنمارك
يوجد في الدنمارك عشرة أنواع مختلفة من طيور النورس التي تتكاثر هنا وهناك. ومن بين هذه الأنواع، هناك خمسة أنواع فقط شائعة الانتشار في الموائل الطبيعية.
- نورس أسود الرأس
- نورس الرنجة
- النورس الشائع
- نورس أغبس
- النورس أسود الظهر الكبير
يعتبر النورس أسود الرأس الأصغر حجماً والأكثر شيوعاً بين الأنواع الخمسة، وهو ينتشر بشكل واسع في جميع أنحاء أوروبا. فالجزء الأكبر من الطيور المقيمة عبارة عن طيور مهاجرة تتجه جنوباً خلال فصل الشتاء. تتكاثر طيور النورس ذوات الرأس الأسود في مستعمرات كبيرة تتكون من 25000 طائر نورس أسود الرأس. تتكاثر طيور النورس ذوات الرأس الأسود في مستعمرات كبيرة تتكون من 25000 طير. تبني هذه الطيور ببناء أعشاشها في أواخر شهر إبريل أو أوائل شهر مايو (أيار). في الدنمارك، تُحمى طيور النورس ذات الرأس الأسود دون أي قيود أو شروط، فانخفض عددها في السنوات الأخيرة. ومع ذلك، لا يزال عدد الطيور المقيمة حوالي 80000 زوج متكاثر.
أما نورس الرنجة فيعتبر من الأنواع الشائعة جداً في الدنمارك، فهو الأكثر انتشاراً بين طيور النورس كبيرة الحجم وغالباً ما يستقر في المناطق السكنية. يتميز نورس الرنجة باللون الأبيض والأزرق الرمادي الفاتح مع وجود اللون الأسود على أجنحته العلوية، وله منقار قوي بلون أصفر وعليه نقطة حمراء. يظهر على رأسه في فصل الشتاء خطوط داكنة اللون.
يعد نورس الرنجة من الطيور آكلة الحيوانات والنباتات فهو يأكل أي شيء من الأسماك والحيوانات الصغيرة وفتات النباتات والطيور الأخرى والقمامة والجيف. تشير الأرقام التقديرية إلى وجود حوالي 55-66 ألف زوج متكاثر من نورس الرنجة في الدنمارك. فهي غالباً تأتي إلى هنا من البلدان المجاورة، وفي بعض الأحيان تقضي فصل الشتاء في المناطق الساحلية أو ربما تأتي إلى هنا لفترة قصيرة.
وبالنسبة للنورس الشائع، فشكله يذكرنا بنورس الرنجة، ولكن بحجم أصغر وملامح وجه أكثر لطافة نتيجة رأسه المستدير أكثر. يتميز هذا النورس بوجود منقار وأرجل ذات لون أخضر مائل إلى الأصفر.
بعد ارتفاع عدد هذه الطيور في النصف الأول من القرن العشرين، انخفض عددها إلى أدنى مستوى له في الثمانينات، فلم يتبق من هذا النوع سوى 29 ألف زوج. فقد استقر عددها لمستوى معين منذ ذلك الحين ثم عاد إلى للارتفاع لمستوى أعلى.
وبالنسبة للنورس الأغبس، فهو يقارب حجم نورس الرنجة، ويعتبر طائر مهاجر لا يُرصد دائما في فصل الشتاء. هذا الطائر من طيور النورس الموجودة لدينا التي تعيش أينما تجد معظم طعامها وغالباً ما يكون مكان تواجدها بعيداً عن شاطئ البحر. فلم يتبق منها سوى 5000 زوج متكاثر في الدنمارك خلال عام 2011.
يعتبر النورس أسود الظهر الكبير أكبر أنواع طيور النورس الموجودة لدينا، حيث يبلغ طول جناحيها 150-170 سم. يتكاثر ما يقارب 50% من هذا النوع في الدنمارك في ثلاث مستعمرات وهي “سالتهولم” و”هيرشولمين” و”نوردري رونر” في جزيرة ليزو. أما بقية الطيور تعيش على هيئة أزواج منفردة. فقد تناقص عددها منذ عام 2011 حينما بلغ عدد الأزواج المتكاثرة 1800 زوج.
مراقبة طيور النورس
أصبحت طيور النورس تشكل مصدر إزعاج للأشخاص وذلك منذ أن انتشرت بكثرة في مختلف أرجاء المدينة. ففي أماكن التكاثر الخاصة بالطيور الساحلية الضعيفة، تؤثر طيور نورس الرنجة سلباً على القدرة التكاثرية لهذه الأنواع من الطيور. رغم الحفاظ على طيور نورس الرنجة لبضع سنوات، إلا أنه حُدد موسم لصيدها في الفترة بين 1 سبتمبر حتى 31 يناير. يجب تلبية بعض المتطلبات من أجل الاستفادة من موسم الصيد بشكل جيد. وهذا يعني أنه لا يمكن ممارسة الصيد في كثير من الأوقات داخل المدينة. بشكل عام، تُتخذ إجراءات لحماية أعشاش طيور النورس وبيضها وصغارها والحفاظ عليها، كما يُمنع على أي حال من الأحوال تدمير أعشاش طيور النورس وأماكن تكاثرها التي يوجد بها بيضها وصغارها. يمكن للوكالة الدنماركية الوطنية للغابات والطبيعة أن تسمح بتنظيم هذه القوانين بهدف منع تعرض صحة الأشخاص لأي خطر.
طعام طائر النورس
يختلف نوع الطعام الذي تتغذى عليه طيور النورس حسب سلالتها، ويعتمد كذلك على المكان الذي تختار العيش به. تتغذى معظم طيور النورس التي تعيش على الساحل بالدرجة الأولى على الأسماك، ويمكن أن يكون البيض وصغار الطيور الأخرى جزءًا من قائمة طعامها.
بينما تتغذى طيور النورس في المناطق العمرانية على أي شيء من الحشرات، أو الديدان، أو بيض الطيور أو حتى صغار الطيور الأخرى. وعادة ما تختار أسهل مصدر للطعام وهو صندوق القمامة. فوجود حاويات أو صناديق قمامة غير مغلقة جيدًا، عبارة عن وسيلة سهلة لطيور النورس حتى تحصل على طعامها.
لقد عُثر سابقاً على العديد من طيور النورس بالقرب من أماكن مكبات النفايات، لأنه من السهل عليها الوصول للنفايات الصالحة للأكل هناك. ولكن هذا الوضع لم يعد موجوداً في الدنمارك، ولكننا لا زلنا نلاحظ وجود طيور النورس في جميع أنحاء المدن. فقد تكيفت هذه الطيور مع حياة المدينة، وفي المناطق المأهولة بالسكان والتي تتوفر بها الوجبات السريعة وصناديق القمامة المفتوحة، حيث توفر جميعها طعاماً أكثر من المطلوب لسرب صغير من هذه الطيور.
موطن طيور النورس
تختار طيور النورس أماكن متعددة لتستقر بها. فبعض الأنواع كالنورس الأغبس يفضل العيش عند البحر ومن النادر أن يُشاهد على الشاطئ. أما النورس أسود الظهر الكبير يقضي كل وقته تقريباً عند البحر أو في المناطق القريبة من الشاطئ. تتصف الأنواع الأخرى بالمرونة في استقرارها حيث يمكن العثور عليها في مناطق داخلية بعيدة، فنجدها تتغذى على الحشرات والديدان وبيوض الطيور الأخرى وصغارها. وعلى مدى العقود الماضية، فإنَّ طيور نورس الرنجة والنورس الشائع على وجه الخصوص، قد تكيفت بشكل جيد مع حياة المدينة بالقرب من الناس. سيكون وجود كل من سقف مسطح وبرك المياه الصغيرة وحاوية قمامة في الشارع كافياً لإطعام زوج من طيور النورس المتكاثر. يتعرض الأشخاص الذين يعيشون في شقق سكنية أكثر من غيرهم لإزعاج طيور النورس. أما الأحياء السكنية، فمن النادر أن تجد فيها أسقف كبيرة مناسبة لتكاثر طيور النورس.